"إنقاذ الطفولة": "حمى الضنك" تهدد الأطفال في جميع أنحاء آسيا

"إنقاذ الطفولة": "حمى الضنك" تهدد الأطفال في جميع أنحاء آسيا

حذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن الارتفاع الحاد في تفشي حمى الضنك بجميع أنحاء آسيا يعرض الأطفال للخطر، حيث من المتوقع أن يزداد الوضع سوءا في الأسابيع المقبلة، حيث تخلق الفيضانات وموجات الحر والآثار المحتملة لظاهرة النينيو المناخية أرضا خصبة لتكاثر البعوض.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، اليوم الاثنين، تواجه بنغلاديش أسوأ تفشٍ لحمى الضنك منذ 5 سنوات وشهدت ارتفاعا كبيرا في حالات الاستشفاء وسجلت أكثر من 22 ألف حالة إصابة ونحو 114 حالة وفاة بينهم 24 طفلا حتى الآن هذا العام.

وسجلت تايلاند 36 ألف حالة في الفترة من يناير إلى يوليو، 4 أضعاف الحالات المبلغ عنها في نفس الوقت من العام الماضي.

وتشهد بلدان مثل ماليزيا وكمبوديا زيادة في حالات حمى الضنك وتبلغ عن أعداد حالات أعلى بكثير مقارنة بعام 2022، حيث أبلغت ماليزيا عن نحو 54100 حالة حتى الآن هذا العام، بزيادة قدرها 149% مقارنة بالعام الماضي، بينما أبلغت كمبوديا عن نحو 4670 حالة، أي ما يقرب من ضعف أرقام عام 2022.

وفي نيبال، يتم الإبلاغ الآن عن حمى الضنك على ارتفاعات أعلى بكثير بفضل المناخ الأكثر دفئا الذي يمكن أن يسرع الدورة التناسلية للبعوض.

وتنتقل حمى الضنك عن طريق بعوضة الزاعجة المصرية أو الحمى الصفراء ويمكن أن تسبب أعراضا شبيهة بالإنفلونزا، بما في ذلك الحمى الشديدة والصداع الشديد وآلام الجسم، وفي الحالات القصوى يمكن أن تسبب فشل الأعضاء والوفاة.

ويتحمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاما وطأة الفاشية باعتبارهم الفئة العمرية الأكثر تضررا، وهم معرضون بشكل خاص للمرض لأن أجهزتهم المناعية أضعف من البالغين ويميلون إلى اللعب في الخارج حيث توجد حماية أقل ضد البعوض.

وشدد البيان، على أن تغير المناخ والظواهر الجوية الأكثر تواترا وتطرفا -مثل الفيضانات الموسمية الشديدة وارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر حاليا على البلدان في آسيا- تغذي انتشار البعوض، ما يعني مواسم حمى الضنك أطول وتوزيعا جغرافيا أوسع للمرض.

ويمكن أن تؤدي الفيضانات والعواصف وارتفاع منسوب مياه البحر إلى زيادة أعداد البعوض لأنها توفر لهم بركا ضحلة وراكدة من المياه حيث يمكنهم التكاثر.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن آثار نمط مناخ النينيو الحالي، الذي من المتوقع أن يؤدي إلى ظواهر مناخية متطرفة بما في ذلك الجفاف والفيضانات في آسيا، ستزيد من انتشار أمراض مثل حمى الضنك.

وعلى الصعيد العالمي، كانت هناك زيادة بمقدار 30 ضعفا في عدد حالات حمى الضنك على مدى السنوات الـ50 الماضية.

وتشير التقديرات أيضا إلى أنه من بين 3.9 مليار شخص معرضين لخطر حمى الضنك، يقيم 70% منهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال كبير مستشاري الصحة والتغذية في منظمة إنقاذ الطفولة لمنطقة آسيا، الدكتور ياسر عرفات: "في جميع أنحاء آسيا، تلقي الظواهر الجوية المتطرفة بحياة الأطفال في حالة من الفوضى، وهذه الزيادة المقلقة في تفشي حمى الضنك الشديدة ليست سوى قضية أخرى تؤثر على صحتهم البدنية والعقلية، ومع تغير المناخ والآثار المتوقعة لظاهرة النينيو التي تهدد بإثارة طقس أكثر تطرفا في جميع أنحاء المنطقة، يمكن أن يزداد الوضع سوءا".

وأضاف: "يمكن إنقاذ حياة الأطفال إذا اتبعنا نهجا شاملا للتصدي لهذا التهديد.. نحن بحاجة إلى تدريب وتجهيز العاملين في مجال الرعاية الصحية لتشخيص وعلاج حمى الضنك، وتوسيع نطاق التدابير الوقائية للقضاء على مواقع تكاثر البعوض، وزيادة حملات التوعية العامة حتى يفهم الأطفال وأسرهم كيفية حماية أنفسهم باستخدام الشاشات والناموسيات والمواد الطاردة للبعوض، وإزالة المياه الراكدة حول المنزل".

وتابع المسؤول الأممي: "يجب أن نرى زيادة في التمويل والموارد نحو الحلول التي تتوقع بشكل أفضل الطقس القاسي والصدمات الأخرى على مستوى العالم، والتي تضع حقوق الطفل في صميم كل استجابة".

وفي جميع أنحاء آسيا، توفر منظمة إنقاذ الطفولة الرعاية الصحية العامة للأطفال وأسرهم، بما في ذلك علاج أمراض مثل حمى الضنك، وتعمل مع المدارس والمجتمعات المحلية لتحسين الوعي حول كيفية الوقاية من العدوى. 

وتعمل الوكالة أيضا بالشراكة مع البرنامج العالمي للبعوض في بعض البلدان للمساعدة في الحد من انتشار حمى الضنك.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية